معجم مُصَنَّفات الوقف والابتداء "دراسة تاريخية تحليلية"
دراسة تاريخية تحليلية تناول فيها المؤلِّف مصنفات الوقف والابتداء من القرن الأول إلى آخر عام 1436هـ مخطوطها ومطبوعها ومفقودها، وأولى مصنفات القرون الأربعة الأولى عناية خاصة، فدرسها دراسة مستوعبة، تعريفًا بمؤلفيها، ووصفًا لنسخها، وحديثًا عن مناهجها وأهميتها وما دار حولها من الدراسات والبحوث.
يأتي هذا المعجم ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وأصله جزء من رسالة دكتوراه، أعدَّها الباحث/ محمد توفيق محمد حديد، نوقشت عام 1435هـ بقسم أصول اللغة، بكلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر، بمصر، وأُجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
وخرجت الطبعة الأولى من هذا الإصدار عن المركز عام 1437هـ-2016م، في (6) مجلدات.
وتتمثّل إشكالية الدراسة في أن الغالبية العظمى من مصنفات الوقف والابتداء -وخاصة في القرون الأربعة الأولى- ما زالت مفقودة، وأن جُلَّ الذين تحدثوا عن تطور التأليف في الوقف والابتداء، وتتبعوا كتبه ومصنفاته قد وهموا في مواضع كثيرة، فنسبوا مصنفات في هذا الفن إلى غير أصحابها، فجاء هذا المعجم لسدّ هذه الثغرات.
وتمثَّلت أبرز أهداف الدراسة فيما يأتي:
1- حصر مؤلفات الوقف والابتداء، مع العناية بمؤلفات القرون الأربعة الأولى.
2- استنطاق المؤلفات في شتى الفنون لرسم مناهج المؤلفين في كتب الوقف والابتداء المفقودة، وبيان أنواع الوقف عندهم، والعلماء الذين تأثروا بهم، ونقلوا عنهم.
3- تصحيح الأوهام الواقعة في نسبة بعض كتب الوقف والابتداء إلى غير أصحابها.
وقد اعتمد المعجم في جمع مؤلفات الوقف والابتداء على كل ما أمكن الوصول إليه مما يخدم المعجم من مصادر ومراجع في الوقف والابتداء، والقراءات، والتجويد، وعلوم القرآن، والتفسير، واللغة، والمعاجم، والنحو، وغيرها، فزادت على (3000) مصدر ومرجع، بالإضافة إلى عشرات المواقع الإلكترونية على الشبكة الدولية المعلوماتية، وبعض الثقات الذين كان يستفسر منهم عن تواريخ وفيات بعض المعاصرين.
وجاء المعجم في أربعة أبواب، تسبقها مقدمة وتمهيد، تعقبها خاتمة:
أمّا المقدمة فكانت لبيان أهمية الموضوع، وأهمّ أسباب اختياره، وأهمّ الصعوبات، واستعراض موجز لأبواب الكتاب، وفصوله، ومباحثه، ومطالبه.
واشتمل التمهيد على: تعريف علم الوقف والابتداء، وأهميته. وأمّا الباب الأول فتناول: (مُصَنَّفات الوقف والابتداء من القرن الخامس الهجري حتى القرن الخامس عشر الهجري [آخر سنة 1436هـ]؛ دراسة تاريخية تحليلية).
وتناول الباب الثاني: (مصنفات الوقف والابتداء المفقودة، حتى نهاية القرن الرابع الهجري؛ دراسة لغوية تحليلية).
وتناول الباب الثالث: (كتب الوقف والابتداء التي وصلَت إلينا حتى نهاية القرن الرابع الهجري؛ دراسة لغوية تحليلية).
وتناول الباب الرابع: (رسالتين في الوقف على {كَلَّا}؛ دراسة لغوية تحليلية).
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج، أبرزها ما يأتي:
1-مَثَّلَت الكتبُ المصنفة في الوقف والابتداء في القرن الثاني الهجري المرحلة الأولى من مراحل وضع قواعد هذا العلم وأسسه ولبناته؛ سواء أكانت مفردة، أم ممزوجة مع علم الرسم.
2- يمثِّل كتاب (مقطوع القرآن وموصوله)، لعبد الله بن عامر اليحصبي الدمشقي، المرحلة الأولى من مراحل التصنيف في علم الوقف والابتداء، وهي المزج بينه وبين علم رسم المصاحف، أو القواعد العامة لكليهما، ولم تصلنا عنه أيّـة نُقول.
3- يعدُّ (كتاب الوقوف)، لشَيْبَة بن نِصاح المدني، أقدَم ما أُفرِد بالتأليف في هذا الفن، وهو كذلك أقدم ما وصَلنا من مصنفات أرباب الوقوف.
4- يُعتبر (كتاب التمام، أو وقف التمام، أو الوقف والابتداء)، لنافع بن أبي نعيم المدني، أول كتاب في موضوعه، وأقدم ما أُلِّف من نوعه. وجُلُّ مَنْ ألّف في الوقف والابتداء بعده نقلوا عنه، وتأثروا به.
5- يعدُّ (كتاب {كَلَّا})، لأحمد بن جعفر بن المنادي البغدادي أقدَم ما أُفرِد بالتأليف في الوقف على هذا الحرف، ويعدّ (كتاب الوقف والابتداء)، لابن سعدان الكوفي أقدَم ما بلَغنا من المصنفات التي جَمعَت بين رسم المصحف، والوقف على أواخر الكلم، والوقف والابتداء.