معجم الرسم العثماني
معجمٌ موسوعيّ في الرسم العثمانيّ بطريقة مبتَكَرة، رتّب فيه مؤلِّفه المواد ترتيبًا هجائيًّا على حسب الكلمات، مع الاستيعاب لمسائل الرسم العثماني للقرآن، وتضمينه أمهات كتب الرسم العثماني المؤلَّفة قبله، وتضمينه عددًا من المصاحف القديمة التي تؤكد صور الرسم العثماني التي يذكرها المؤلفون في كتبهم.
يأتي هذا المعجم ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، قام بإعداده الدكتور/ بشير بن حسن الحميري -خبير المخطوطات بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية-.
وقد خرجت الطبعة الأولى من هذا الإصدار عن المركز عام 1436هـ-2015م، في (7)مجلدات، وعدد صفحاته (3653) صفحة.
وتتمثّل إشكالية المعجم في عدم وجود كتاب يجمع الأقوال المختلفة في الرسم للكلمة الواحدة في مكان واحد ويقارن بين ما ذُكر من تعدّد الأقوال إذا كثرت وتعارضت، وصعوبة الوصول إلى معرفة القول في رسم إحدى الكلمات من خلال كتب الرسم بشتَّى طرق تأليفها.
وأما أبرز أهداف المعجم فهي كما يأتي:
1- استيعاب مسائل الرسم العثماني للقرآن من خلال أمهات كتب الرسم، ومخطوطات المصاحف القديمة.
2- جمع ما تفرَّق من كتب الرسم السابقة.
3- تلخيص كلام علماء الرسم عند بعض الكلمات التي يطول فيها الخلاف.
4- استقصاء القواعد العامة في الرسم والتنبيه على الكلمات التي أُخذت من هذه القواعد دون أن يُنصَّ على قاعدتها في كتب الرسم.
5- تسهيل وتيسير الوصول إلى مسائل الرسم، مع التعليق على كثير من المواد عند الحاجة إلى ذلك.
وقد اعتمد المعجم في البداية كتاب (مختصر التبيين) لأبي داود -لاعتبارات علمية-، ثم أضاف إلى ذلك كل ما يتعلق بالكلمة من كلام علماء أئمة الرسم مع ترتيب الكلام عنهم داخل الكلمة الواحدة حسب وفياتهم.
وتميَّز هذا المعجم عن غيره من الكتب المؤلفة في رسم المصحف بميزتين مهمتين، وهما:
الأولى: طريقة ترتيبه؛ فقد جاء مرتبًا وفق طريقة جديدة لأول مرة في تاريخ التأليف في كتب رسم القرآن، وهي ترتيب المواد ترتيبًا هجائيًّا على حسب الكلمات، فيبدأ بالحروف الهجائية، ثم بالمواد التي تنتظم الكلمات المراد الحديث عنها مرتبةً على حروف الهجاء، ويضع تحت كل مادة الكلمات التي تكلم عنها علماء الرسم، وما قالوه فيها، على طريقة المعاجم اللغوية، ويرتب كلام علماء الرسم تحت كل كلمة حسب وفياتهم الأقدم فالأقدم.
الثانية: جمعه لما تفرَّق من المؤلفات السابقة في الرسم العثماني على أجمل ترتيب، وأسهل تبويب، مع الرجوع إلى بعض مخطوطات الكتب المطبوعة، والرجوع إلى بعض المصاحف القديمة، وقد استبعد المؤلف بعض كتب الرسم لوجود بعض الإشكالات فيها مثل الكتاب المنسوب للخوارزمي، وكتاب ابن وثيق الأندلسي.
وهذه طريقة فريدة وسهلة وميسّرة، يستطيع كل واحد البحث فيها، فإمّا أن ينظر في الفهارس ليجد الكلمة، أو يردَّها إلى جذرها اللغوي ثم يبحث في الحرف الذي ترِد فيه، مع مراعاة ما قبله وما بعده من حروف الهجاء.
وقد قدَّم المؤلف للمعجم بمقدمة تناول فيها ستة أمور، وهي:
أولًا: طريقة المؤلف في كتابة المعجم.
ثانيًا: توطئة؛ ناقش فيها المؤلف مسألة: هل الرسم العثماني توقيفي أم اجتهادي؟
ثالثًا: محطّات مهمة في جمع المعجم؛ ذكر فيها المؤلِّف تواريخ تفصيلية لإدخاله لكتب الرسم في المعجم.
رابعًا: أسباب كتابة المعجم.
خامسًا: منهج المؤلف في المعجم.
سادسًا: الكتب التي اعتمد عليها المؤلف في النقل إلى المعجم؛ ذكر شيئًا من مناهج مؤلفيها، وبعض القواعد العامة التي ذكروها، وخاصة ما ذكره أبو عمرو الداني وتلميذه أبو داود سليمان بن نجاح، مرتبًا الكلام على هذه الكتب على حسب إدخاله لها في المعجم زمنيًّا، ثم ذكر المصاحف المخطوطة التي نقل منها مع الإشارة إلى بعض الملاحظات والمعلومات حول شكلها ومحتوياتها وغير ذلك.