آثار الاستشراق الألماني في الدراسات القرآنية - دراسة نقدية

تضمنت هذه الدراسة الحديث عن سِيَرِ أشهر المستشرقين الألمان، وتناولت أهم الدراسات الألمانية حول لغة القرآن الكريم وأشهر ترجماتهم، كما تناولَتْ علوم القرآن في كتابات المستشرقين الألمان، وكذا كتاباتهم حول التفسير والسيرة النبوية، وخُتِمَتْ بذِكْر الجهود العامة التي بذلها الألمان في الدراسات القرآنية.

  تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، أعدَّها الباحث/ أمجد يونس الجنابي، وصدرت الطبعة الأولى عام 1436هـ-2015م، في مجلد واحد، عدد صفحاته (434) صفحة.

وتمثَّلت أبرز أهداف الدراسة فيما يأتي:

1- الدفاع عن القرآن الكريم ضد الشبهات والشكوك التي أثارها ويثيرها المستشرقون الألمان.

2- استكشاف ساحة الدراسات الاستشراقية الخاصة بالدراسات القرآنية في ألمانيا، وبيان معالمها.

3- استعراض أشهَر الكتابات الاستشراقية الألمانية، وتحليل مضامينها وخطوطها العامة التي سارت عليها.

وقد اتُّبِع في هذه الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي النقدي؛ إذ اطّلع الباحث على كتابات المستشرقين الألمان في مختلف المراحل وفي التخصصات الإسلامية، وللتعرف على الجهد المبذول سافر الباحث إلى (برلين) واطّلع على (1200) عنوان في مكتبة برلين الوطنية، ثم اختار منها في حدود (100) للاعتماد عليها في الدراسة.

وقد ركَّزت الدراسة مكانيًّا على الجامعات والمؤسسات داخل جمهورية ألمانيا الاتحادية، ثم توسعت باتجاه العالم العربي والإسلامي، أمّا زمانيًّا فقد ركّزت الدراسة على القرون الثلاثة الميلادية الأخيرة، ثم توسّعت باتجاه صدر الدعوة الإسلامية وما تلاها مع بعض الإضاءات على مُدَدٍ زمنية متفرقة في التاريخ الأوربي.

وجاءت الدراسة في خمسة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد، وتقفوها خاتمة، وملاحق:

أمّا المقدمة فكانت لبيان أهمية الدراسة، وأسباب اختيارها، وأهدافها، ومشكلاتها، ومنهج الدراسة، وخطتها.

واشتمل التمهيد على بيان دوافع الاستشراق الألماني وأهدافه، ووسائله، وخصائصه، وتاريخ ألمانيا وسياستها.

وأمّا الفصل الأول فتناول: (أشهَر المستشرقين الألمان في الدراسات القرآنية؛ سيرهم وآثارهم).

وتناول الفصل الثاني: (طباعة القرآن وترجمته ولغته عند الألمان).

وتناول الفصل الثالث: (علوم القرآن).

وتناول الفصل الرابع: (التفسير والسيرة النبوية).

وتناول الفصل الخامس عرضَ: (جهود عامة للألمان في الدراسات القرآنية).

وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج، أبرزها ما يأتي:

1- غطَّى الألمان في بحوثهم الاستشراقية معظم حقول الدراسات القرآنية، وكان لهم نصيب في أغلب علوم القرآن وبخاصة ما يتعلق بالترجمات إلى الألمانية، ومنذ وقت مبكِّر.

2- تمَّت الترجمات الألمانية تحت رعاية وإشراف ودعم المؤسسات اليهودية والنصرانية (البروتستانتية والكاثوليكية)؛ ولذلك طُبِعَت بطابع الحقد على الإسلام والقرآن.

3- وَظّف الألمان معظم دراساتهم في التفسير وبحوثهم عن أصل القرآن ومصدره لإثبات أنّ القرآنَ جزءٌ مُقتطَعٌ أو منسوخ أو منقول من التورانجيل، وذلك بادّعاء باطل، وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان قد أخذ أفكاره ومضامينه من العهدَين القديم والجديد بالاستماع للأحبار أو بقراءة التوراة والإنجيل.

4- بذل الألمان جهودًا كبيرة في مجال تحقيق وفهرسة الكتب والمخطوطات، وغرضهم في ذلك التعرف على تراث الإسلام وتمهيد الطريق لدراسات تأتي بعدهم يقوم بها تلامذتهم الألمان.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))