كتاب (بدع التفاسير) لعبد الله الغماري
عرض وتقويم

الكاتب : عز الدين حدو
اعتنى كتاب (بدع التفاسير) لعبد الله الغماري، بذكر بعض التفاسير التي رأى بدعيتها وأهمية اجتنابها في فهم القرآن الكريم، هذه المقالة تعرِّف بالكتاب، وتعرض لمحتوياته، مع طرح بعض الملاحظات حوله.

تمهيد:

  منذ فجر الإسلام عكف العلماءُ على الاعتناء بالقرآن الكريم، خاصّة ما يتعلّق بتفسير وبيان مراد الله عزّ وجلّ، فتراكمتْ بذلك ثروة علمية هائلة في مجال التفسير، فعَبْر التاريخ الإسلامي عَرَفَتْ كلّ حقبة زمنية مفسِّرين اجتهدوا في تفسير كلام الله تعالى بحسب ما بلغوه من علمٍ وما ورثوه مِن سابقيهم في إطار بيئتهم، فاختلفت المناهج والاتجاهات، وكثرت المؤلّفات التفسيرية وتنوّعت؛ فمنها من اهتمت ببيان الآيات المتعلّقة بالأحكام الشرعية، ومنها ما اتّجه نحو ما يتعلّق باللّغة من نحوٍ وبديعٍ وغيرهما. هذه الحركة التفسيرية الضخمة دفعَت بعضَ علماء الأمة الحريصين على ضبط منهج التعامل مع النصّ القرآني إلى وضعِ تآليف قنّنوا من خلالها لقواعد وأصول تكون ميزانًا ومرجعًا لكلّ من أراد تفسير القرآن الكريم، تناولوها تحت عناوين مختلفة وضمّنوها كتبًا متعدّدة، وعلى منوالهم يأتي مؤَلَّف (بدع التفاسير) للشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري[1]. فلمّا كان هذا الكتاب من المؤلّفات التي لم تنل حظّها من التعريف اللائق بها أحببنا أن نسلِّط الضوء عليه، لا سيما وأنه في موضوع عظيم المحلّ حقيقةً وواقعًا.

أولًا: كتاب (بدع التفاسير)؛ عرض وبيان:

- بيانات الكتاب:

كتاب (بدع التفاسير) لصاحبه الشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري، طبعة دار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء- المغرب، سنة 1986م، في حين كانت طبعته الأولى سنة 1965م، وهي شبه مفقودة- تحت هذا العنوان: (بدعُ التّفاسِير)، وجاء في: 188 صفحة من الحجم المتوسط.

- هدف الكتاب:

يهدف المصنَّف الذي بين يدينا إلى عرض بعض التفاسير التي يجب اجتنابها لمن أراد فهم كلام الله تعالى؛ لكونها تحوي بدعًا فاسدة ولا تعتمد القواعد والأُسس المستمدّة من الكتاب والسنّة. وذلك بغية التمهيد لمسائل وقواعد توزن بها التفاسير الصحيحة من غيرها، قال الشيخ: «تضمَّن التنبيه على بعض التفاسير المخطئة، وقد تكون أحيانًا خاطئة يجب اجتنابها في فهم كلام الله».

- منهج الكتاب:

من عادة الكُتّاب قديمًا وحديثًا الإشارة إلى المنهج المعتمَد في تأليفهم إمّا تصريحًا أو يستشف ذلك من خلال تقسيمات الكتاب، لكن شيخنا عبد الله الغماري لم يسبح في نفس التيار، غير أنّنا يمكن أن نستنبط منهجه في هذا الكتاب من خلال تلميحات مضمّنة في بعض عباراته، كقوله: «ولم أقصد بهذا المؤلَّف استيعاب التفاسير المخطئة والخاطئة فإن ذلك غير متيسّر لي الآن، وإنما قصدتُ ذِكر مُثُل تكون نموذجًا لما لم يُذْكَر»، وقال في موضع آخر: «وله من هذه التفاسير البدعية كثير، ليس غرضُنا استقصاءها، وإنما ذكرنا هذين المثالين ليستدلّ بهما على غيرهما». مع هذه الإشارات وإضافة إلى قراءة فاحصة لمحتويات الكتاب نقول: إنّ الشيخ كان منهجه في كتابه بأن يتعرّض لتفسير بعض الآيات لعدد من السور القرآنية التي بلغ عددها ثماني وأربعين سورة، ثم يذكر بيان أحد المفسِّرين لها فيعقبه بالردّ وبيان البدع التي وقع فيها وهكذا. ومثال ذلك ما جاء في الصفحة الثالثة عشرة في تفسير قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: 7]، يقول: «ذكَر الزمخشري في هذه الآية وجوهًا من التأويل، تتضمّن جميعها نفي إسناد الختم إلى الله حقيقةً، وإنما هو على سبيل التمثيل أو المجاز، وأنّ الخاتِم في الحقيقة هو الشيطان أو الكافر... ونُبُوّها عن قوله، وهو تفسير اعتزالي فيه اعتساف وانحراف عن مدلول اللفظ... والأصل في الإسناد الحقيقة»، وأحيانًا يذكر تفسيرًا مبتدعًا ويستحضر في الردّ عليه قولًا آخر يتبنّاه لأحد مشايخ التفسير؛ كالإمام الرازي.

- محتويات الكتاب:

افتُتِح الكتابُ بأبيات شعرية أشار فيها المؤلِّف إلى قيمة الكتاب والخدمة التي يقدّمها وسبب تسميته ببدع التفاسير، ثم جاءت بعدها خطبة الكتاب أو ما يمكن أن نطلق عليه تمهيد، ذكر فيه قيمة مؤَلَّفِه كونه لم يسبق لمثله، ثم بَيَّن فيها الغرض من تأليفه والمتمثّل في «التنبيه على بعض التفاسير المخطئة، وقد تكون أحيانًا خاطئة»، ثم بيَّن سبب تسميته بـ(بدع التفاسير) والتي أخذها من الزمخشري في كشّافه، وفي هذا أمانة شيخنا -رحمه الله- في عزو الأقوال لأصحابها حتى ولو كانت عبارات وألفاظًا في العناوين ذكرها من يخالفهم في الرأي والمذهب.

ثم جاءت مقدّمة الكتاب: فعلى غرار أهل العلم في التأليف بتخصيص المقدّمة لبيان المنهج المعتمد في تأليف الكتاب ودوافعه وأهدافه، خصّص الشيخ عبد الله الغماري مقدمة مؤَلَّفِه هذا والتي جاءت لعرض بعض المسائل المهمّة في التفسير.

بعدها مباشرة انتقل إلى التفسير لعدد من الآيات من السور بدأ من سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام... إلى أن وصَلَت ثماني وأربعين سورة.

ثم انتهى كتابنا هذا بخاتمة جامعة صرّح صاحبه فيها بظروف تأليفه لهذا السِّفر، ثمَّ أكَّد من خلالها على أنّ كلّ من أراد أن يتعرّض لهذا الفنّ -أي التفسير- عليه أن ينهج ذات النهج، ودَعَا إلى تبيين ما أسّسه في مؤلَّفه هذا وتفريع ما أصَّله فيه. ثم وقف مع التفسير الإشاري وعقّب عليه، وختم بذكر بعض التفاسير المشهورة.

 

ثانيًا: كتاب (بدع التفاسيرنقد وتقويم:

أوّلًا- أبرز مميزات الكتاب:

يُعَدّ كتاب (بدع التفاسير) محاولة فريدة لبلورة قواعد وضوابط في علم التفسير، ومهمّة جدًّا، لا سيما مع ما تعرفه الحركة العلمية في عصرنا هذا من كتابات كثيرة في التفسير وعلوم القرآن عمومًا؛ ولذلك سنحاول رصد أهم مميزات هذا المؤلَّف المعرفية والمنهجية نجملها في النقط الآتية: 

- البُعد التطبيقي في الكتاب:

من أهمِّ مميزات هذا المؤَلَّف أنه حَادَ عن نمط التنظير المغرق في التجريد، بل نجده قد جمع بين التنظير والتطبيق في تناول تفسيرات الآيات القرآنية، بحيث يستحضر الآية ويبيِّن ما فيها من بدعٍ ويردّ عليها بالتفسير الصحيح معتمدًا في ذلك قواعد اللغة العربية وما صح من الأحاديث النبوية الشريفة، والقراءات القرآنية، والتفاسير المأثورة عن كبار المفسِّرين من أهل السنّة والجماعة، وما يحتكم فيه للعقل البشري. ونضرب على هذا أمثلة من الكتاب، كقوله في تفسير قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا}[الزخرف: 45]، قال: «وقال ابن قتيبة: معنى الآية: واسأل مَن أرسلنا إليه قبلك مِن رسلنا، وهم الأتباع من أهل الكتابين أيضًا. غير أنه جعل كلمة (إليه) مقدَّرة محذوفة، فأخطأ وكان تأويله من بدع التفاسير؛ لأن المقرّر في علم العربية: أنّ الضمير المنفصل لا يجوز حذفه، فلا يقال: الذي جلست زيد، على معنى: الذي جلست إليه زيد، وكذلك لا يصح أن يقال: الذي رغبت محمد، بمعنى: الذي رغبت فيه محمد، وإنما يجوز حذف الضمير المتصل، نحو: الذي أكرمت صديقك، أي أكرمته... والسر في ذلك أنّ الضمير المتصل يدلّ عليه الموصول العائد هو عليه؛ فلذا جاز حذفه بخلاف المنفصل، ...وقد وقع الجلال المحلي في هذا الخطأ أيضًا». وكذلك في قوله: «ومن بدع التفاسير: قول بعض المعاصرين: {بِسُلْطَانٍ}[الرحمن: 33]: بعلمٍ، وأنّ الآية تشير إلى سفن الفضاء التي تحاول بطريق العلم الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب على ما يقال. وهذا تحريف للآية يُوقع في الإثم، وذاك المفسِّر لا يفهم -لجهله بقواعد اللغة العربية- أن عبارة: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ}[الرحمن: 33]، تفيد التحدي والتعجيز، وأن لفظ: {مِنْ أَقْطَارِ}[الرحمن: 33]، يفيد مجاوزة جوانب السماوات والأرض إلى ما بعدها كما يقال: نفذ السهم من الرمية أي جاوزها».

- الجرأة المصحوبة بالأدب:

امتاز الشيخ عبد الله الغماري في هذا العمل بالجرأة العلمية والمؤدَّبة في ردّ بعض التفاسير حتى وإن جاءت عن كبار التابعين، كردِّه لتفسير زيد بن أسلم (تابعي وفقيه مدني وأحد رواة الحديث النبوي)، في قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق: 19]، فقد «سُئل زيد بن أسلم عن ذلك، فقال: الخطاب لرسول الله -صلى الله عيله وسلم-. قلتُ -أي الشيخ عبد الله-: لا شكّ أنّ تفسير زيد بن أسلم غير مقبول ولا معقول، وهو بعيد عن سياق الآية غاية البُعد، وكيف يحيد النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الموت، وهو الذي خيّره الله تعالى بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ كما ثبت عنه في الصحيحين»، ويتجلّى أدب الردّ عند الشيخ أيضًا حتى مع مخالفيه في المذهب كما هو الحال في الصفحة 140، حيث يقول ردًّا على الزمخشري: «سامحَ اللهُ الزمخشري على هذه الجرأة -يقصد على الجناب النبوي الشريف- التي لم يقصدها فيما أحسب». وجاء في موضوع آخر: «وروى الطبري والطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره عن عليٍّ -عليه السلام- وقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}[غافر: 78]، قال: أرسل اللهُ عبدًا حبشيًّا، فهو الذي لم نقصص عليك. قلتُ: لم يصح عن عليٍّ هذا الكلام، في سنده جابر الجعفي، وهو مطعون فيه. وهذا من بدع التفاسير؛ لأنه تخصيص لعموم الآية بدون دليل، ثم مَن هذا الحبشي الذي أرسله الله؟ لم يقم على تعيينه دليل، وإذا لم يقصّه اللهُ علينا ولا رسوله كيف نعرف أنه رسول؟». وكما رأينا مع ابن قتيبة والجلال المحلي، وهذه أمثلة فقط.

- الانتصار لأهل السنّة والجماعة:

وهذا أمر طبيعي لكون الشيخ عبد الله بن الصديق منهم وإليهم، غير أنّ انتصاره هذا بعيد كلّ البُعد عن الهوى والتعصّب وإنما بالاستدلال والحجج العلمية والعقلية.

- التمحيص والمقارنة:

إنّ السارح في كتاب (بدع التفاسير) لَيُصادف في كلّ مرة تلك الرؤية المقارنة لصاحبه، فالشيخ -رحمه الله- لم يكتفِ بسرد الأقوال وتعدادها، بل يجاوز ذلك إلى المقارنة بينها وتمحيصها؛ ففي كثير من الأحيان نجده يعقد مقارنة بين بعض الأقوال التفسيرية لبعض أئمة التفسير؛ أمثال أبي الحسن الأشعري، والإمام الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهم. كما جاء ذلك في الصفحة 117 في قوله: «إثبات اليد صفة لله تعالى، كما جاء به السمع، ومع اعتقاد التنزيه عن الجارحة... وهي مذهب الإمام الأشعري... والقاضي أبي بكر الباقلاني... قال الزمخشري: فإن قلت: ما وجه قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: 75]؟ قلت:... وجوّز إمام الحرمين وغيره أن يكون معنى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}: لِما خلقتُ بقدرتي... وأن يكون معنى اليد: النعمة، والباء بمعنى اللام، والمراد: لِما خلقتُ لنعمتي، وتثنية اليد؛ لأنه أريد نعمة الدنيا والآخرة» انتهى. وهذا يبيّن مدى تأثُّر الشيخ عبد الله بالمفسِّرين ممن كانوا قبله ويبرز القيمة العلمية المضافة في تفسيراته. 

- الأسلوب السهل:

فمِن مزايا الكتاب أنّ أسلوبه وعباراته سهلة لا تحتاج شرحًا أو عودة إلى معاجم لغوية.

- حسن اختيار الموضوع:

إنّ عناية الشيخ عبد الله الغماري بكتاب الله تعالى حفظًا وشرحًا ورعايةً؛ لَمِن الأمور التي يشهد له بها البعيد قبل القريب، وقد برع في العلوم الشرعية أيّما براعة حتى لُقِّب بالشيخ الحافظ في الحديث النبوي في عصره، فلا غرو أن نجده سبّاقًا إلى موضوع بهذه المكانة والأهمية في محاولة لتقعيد علم التفسير الذي تُعَدّ الكتابات حوله على رؤوس الأصابع. وقد تنبَّأ هو نفسه إلى جدة هذا الموضوع في الأبيات الشِّعْرية التي افتتح بها كتابه، حيث قال:

هَذَا كِتَابٌ مَا سُبِقتُ بمثله *** جَمُّ الفوائد نَاضِجُ الثمرات
مَهَّدتُ فيه مَسَائِلًا وَقَواعِدًا *** تنفي عن التفسير بعضَ هنَات

ثانيًا: ملاحظات على الكتاب:

وهذه ملاحظات لا تُنقص من قيمة الكتاب ولا تخدش في جودته، ولكن القصد منها أن يطّلع عليها باحثٌ محِبّ فيأخذ بها في تنقيح هذا السِّفر وتجويده، وهي كالآتي:

- رداءة الطبعة: الطبعة التي بين أيدينا تحتاج في بعض كلماتها إلى إمعان النظر وتركيزه لفهمها، كما تحتوي أحيانًا على بعض الأخطاء المطبعية؛ كقلب الهاء ميمًا، وغيرها.

- تخريج الآيات القرآنية في المتن التفسيري: فشيخنا -رحمه الله- كان يذكر الآية ولا يذكر رقمها ولا بأيّة رواية، بل كان يكتفي بذكر السورة فقط، وهذا في سائر الكتاب. وهو الأمر الذي ينطبق على كثير من الأحاديث النبوية أيضًا.
- غياب ترجمة الأعلام والتعريف بهم ولو إيجازًا.
- اعتمد شيخنا في استنباط وتبيين بدع التفاسير على كشاف الزمخشري:
ففي كلّ آية تجده يقول: «وقال الزمخشري»، وقليلة هي المرات التي يذكر فيها غيره، ولكن مِن نفْسِ المذهب -الاعتزالي- كالجبائي.
- عدم عزو بعض التفاسير لأصحابها: مثلًا حين وصل قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}[التحريم: 10]، قال: «زعم بعض المعاصرين ممّن أقحَم نفسه في التفسير بغير علم، أنّ المراد بالخيانة: الزنا. وهذا من بدع التفاسير... والدليل على هذا أمور، منها: أنّ امرأة نوح كانت ترمي زوجها بالجنون وتساعد قومها عليه»، وهو تفسير لابن عباس كما جاء في تفسير الطبري. 

خاتمة:

جاءت هذه المقالة لتعرض كتاب (بدع التفاسير) لشيخنا العلّامة عبد الله بن الصديق الغماري، وهو كتاب قيِّم أثرى المكتبة الإسلامية في فنِّ التفسير، قمتُ ببسط محتوياته والتنبيه على نفاسته وأهميته، ولفت الانتباه إلى العناية به ومراجعته وتبيين الأُسس وتفريع الأصول التي نَظَّر لها الشيخ الغماري -رحمه الله-.
وفي الختام، نسألُ اللهَ تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همومنا. آمين، والحمد لله ربّ العالمين.

 

[1] هو الحافظ السيد أبو الفضل عبد الله بن العلّامة أبي عبد الله شمس الدين محمد بن الولي الكبير الإمام محمد الصديق، وُلِدَ في آخر يوم من جمادى الآخرة سنة 1328هـ- 1910، بطنجة. حفظ القرآن والمتون والتحق بجامعة القرويين وحضر عدّة شروح منها: شرح الخرشي، وحاشية أحمد بن الخيّاط، وحضر شرح البخاري للقسطلاني وجمع الجوامع شرح المحلي من أوّله إلى كتاب السُّنّة. وأجازه السيد مهدي العزوزي. رجع إلى طنجة فدرّس بالزاوية الصديقيّة. سافر إلى مصر في 1930م والتحق بالأزهر. حصل على عالمية الأزهر في 1931م.تُوفي -رحمه الله- سنة 1413هـ- 1993م بطنجة ودفن فيها قُرب والده، وقد خلّف ما يربو عن الخمسين مؤلّفًا في علوم القرآن والحديث والفقه والتربية، منها: بدع التفاسير، وجواهر البيان في تناسب القرآن، وتمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنة، وشرح الأجرومية الذي اعتبر أوسع شرح لها، وغيرها. وحقّق الكثير من النصوص التراثية منها المقاصد الحسنة للسخاوي، وأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي الشيخ الأصبهاني، وتنزيه الشريعة لابن عراق. رَحِمَ اللهُ الشيخَ الغماري وأسكنه فسيح جناته.

الكاتب

عز الدين حدو

حاصل على درجة الماجستير، وله عدد من المشاركات والأعمال العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))