مناظرات القرآن الكريم ومحاوراته
(2-2)

الكاتب : منير القاضي
اشتمل القرآن الكريم على عدد من المناظرات والمحاورات، وبعد أن تعرَّضَت المقالةُ الأولى لبعض نماذج المناظرات في القرآن الكريم، تأتي هذه المقالة لتعرِض نماذج من المحاورات في القرآن الكريم.

مناظرات القرآن الكريم ومحاوراته[1]
(2- 2)

المحاورات:

1- {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ... قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا... قَالَ رَجُلَانِ... قَالُوا يَا مُوسَى... قَالَ رَبِّ إِنِّي... قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ... فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}[2][المائدة: 20- 26].

محاورة كشفت عن سجايا قوم موسى من نُكران نِعَم الله تعالى ونسيانها، والخوف الشديد من العدوّ، والجُبْن في الشدائد، والعصيان لأوامر الله، وأنهم مجبولون على الجزع، ومستحقّون للعقاب؛ فهم المغضوب عليهم وهم الفاسقون فلا يُؤسَى عليهم.

فالمحاورة جاءت كالشَّرح والإيضاح لحالتهم المكروهة وجِبلَّتهم الكدرة، متضمّنة لعلل وأسباب استحقوا بها العقاب الشديد والعذاب الأليم: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ‌أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}.

2- {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ... قَالَ فَاهْبِطْ... قَالَ أَنْظِرْنِي... قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي... قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا}[3][الأعراف: 12- 18].

(الصَّاغِر) الراضي بالذلّ، جمعه المكسَّر: صَغَرَة. (أَنْظِرْنِي) أخِّرني. (غوی) ضلّ، وغواه غيَّره وأغواه، أضلّه. (مَذْءُومًا) مذمومًا محقرًا، مِن ذَأَمَه، أي: ذمَّه وحقَّره وطرده وخزاه. (مَدْحُورًا) مطرودًا، مِن دحَره، أي: طرَده وأبعدَه.

محاورة تصوّر لك جراءة الجاهل المغرور، الذي دفعه غروره إلى الخروج عن دائرة الأدب، فاستحق الطرد والذمّ والحرمان، وساقه صلفه وحماقته إلى معارضة مشرِّع الشرائع، ومبدِع البدائع، إِذْ نصب نفسه مشرِّعًا، استنادًا إلى قياس باطل -خلقتني من نار وخلقته من طين- فاستأهل الهبوط من أعلى معارج الكمال، والخروج من رياض الأُنس والجلال، فرضي لنفسه الذلّ والصغار، وأخذ الحسد يأكل روحه، ويمزّق قلبه ويعيب لبَّه؛ فصار يهذي بما لا يجديه نفعًا، ولا يصلح له أمرًا. محاورة فيها عبرة لكلّ عالم مغرور بعلمه، وعظة لكلّ متكبّر جبار.

3- {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ... قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ... قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَونَ... قَالُوا أَرْجِهْ}[4][الأعراف: 104- 111].

(الْمَلَأُ) الأشراف والعِلية. (أَرْجِ) أخِّر. (وأخاه) معطوف على الضمير المفعول المتصل بأَرْجِ، أي: أخِّرهما إلى أن تجمع لهما السحرة. (حَاشِرِينَ) جمع حاشر، اسم فاعل مِن حشر، بمعنى: جمع.

محاورة بين صِدِّيقٍ رسول، مؤمن برسالته، واثق من نفسه، مُصِرّ على صحة دعواه، مُثبِت ذلك بالمعجزات القاهرات والدلائل الواضحات، وهو لا يملك من الأيْدِ إلا صدق النية، وحق القول، وقويم العمل، وبين جبار غبيّ متكبر، أطغته خيله ورجله، وأبطره ماله وأهلوه وجنوده، وقد أحاط به المنافقون الطامعون من ملأ قومه، الضالون المضلّون.

محاورة تحكي ظهور المُحِقّ ولو كان ضعيفًا، على المبطل ولو كان بالغ القوّة، معتصمًا بالحصون والسلاح؛ تذكرة لأولي الألباب.

4- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ... أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ... فَقَالَ الْمَلَأُ... قَالَ يَا قَوْمِ... قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا... قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ...}[هود: 25- 33].

(أَرَاذِلُنَا) جمع أرذل، وهو الدُّون في منظره وحالاته، كالرذيل. (بَادِيَ الرَّأْيِ) أول الرأي، أي: أول وهلة وقبل التدبر فيه. (عُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) خفيت عليكم.

محاورة بين رسولٍ كريم وبين المرسَل إليهم من شَعبه، رسول عَزَّ عليه أن يعنت قومه، وشعب أضلّه ملؤه المسيطر عليه فحال بينه وبين الاستجابة للرسول الحريص على هدايتهم محاورة تفضح استخفاف الملأ بسواد الشعب، واسترذالهم إياهم -وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا-، وتعبّر عن ضيق صدور الزعماء المضلّين، لكِبْرٍ في نفوسهم، وجهل بأقدارهم، وتسرُّع في حُكمهم، وعدم التدبر في العواقب -يا نوح قد جادلتنا فأکثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا-، وتسجّل فساد قياسهم، وتصوّر رحابة صدر الرسول، وطيب لسانه.

5- {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا ‌يَا أَيُّهَا... قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ... قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا... قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ... قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}[5][يوسف: 88- 92].

(مُزْجَاةٍ) مدفوعة، أي: يدفعها كلّ مَن رآها لرداءتها، مِن زَجَّ بمعني: دَفَع. (آثرَك) اختارك وفضَّلك علينا. (لا تثريبَ عليكم) التثريب اللَّوْم والتعيير بالذنب، والمراد: لا عتبَ عليكم.

محاورة بين إخوة أوقع الحسد بينهم شرّ ما يوقعه العدوّ بعدوّه، فلم يتورّع الحاسدون عن إلحاق أشدّ القسوة والأذى بأخيهم المحسود على حُبّ أبيهم إياه، الذي صبر صبرًا جميلًا، وأظهر من العفة والطهارة والوفاء والصدق ما دلَّ على زكاة نفسه وطيب محتِده وصفاء روحه، فظفر بالمراتب العليا في الدارين، ثم عامل حاسديه الذين طوّعت لهم أنفسهم إهلاكه أو إذلاله بخير ما يعامل به أخ كريم حنون إخوة له فقراء ضعفاء، قد دفعهم جزاء عدوانهم عليه إلى سلطانه وحُكمه، فلم تسمح له سجاحته وإسجاحه، وعظيم خلقه أن يذكِّرهم بسوء ما عملوا، بل لم يشأ أن يُخجلهم بأن يُبدوا الاعتذار من فعلتهم النكراء بعدما اعترفوا بخطيئتهم، فختم المحاورة وسدّ الباب بقوله: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.

محاورة سجّلت ما للتقوى والصبر والإحسان في العمل من حسن العاقبة والظفر بالسعادة، وما للحسد من سوء المغبَّة والخسران المبين.

6- {وَكَانَ لَهُ ‌ثَمَرٌ ‌فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ... قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ... وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ... وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}[6][الكهف: 34- 43].

(يُحَاوِرُهُ) يراجعه الكلام. (أعزُّ نَفَرًا) أعزُّ عشيرة، وأصل النّفَر ما دون العشرة من جماعة الرجال. (النُّطفة) ماء الرجل، والنطفة أيضًا لغةً: قليل ماء يبقى في دلو أو قربة.

محاورة بين امرئ أطغاه البَطر، فظلم نفسه وكفر بربه، ونسي نشأته، وبين امرئ عرف نفسه وقدّر نعمة ربه، حمدَ وشكرَ ووعظَ وذكَّر؛ فكان مردُّ الأول خُسرًا وندامة، وعذابًا وضراعة وملامة، وكان جزاء الآخر نعمة وكرامة، وراحة وسلامة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

 محاورة تقرّر آثار البَطر والطغيان، وما يكتسبه الظالم لنفسه من ذلّ وخسران، وشواهد الحَدَثان تؤيّد ذلك، وحِدثان الدهر تؤكّد ما هنالك. فصرعی الطغيان دفنهم التاريخ بأكفانهم السود في حُفَر ذنوبهم، وقتلى البطر طلّت دماؤهم ولا رائي لهم ولا راحم، تبصرة وذكرى لقوم يعقلون.

7- {‌وَمَا ‌تِلْكَ ‌بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ... قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا... قَالَ خُذْهَا... قَالَ رَبِّ... قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}[طه: 17- 36].

(أَهُشُّ بِهَا) أخبط بها ورق الشجر ليسقط، يقال: هشّ الورق إذا خبطه بعصا ليتحاتّ. (سِيرَتَهَا) هيئتها وحالتها، والسيرة لغةً: السنّة والطريقة أيضًا. (جَنَاحِكَ) جنبك، تحت العضد إلى الإبط. (اشْرَحْ) وَسِّع، مِن شرَحَ الشيء: وسّعَه، وشرح لغةً بمعنى: كشف وفتح أيضًا.

محاورة بين المُرسِل الهادي لعباده ومَن يريد أن يجعل فيه رسالته، وقد فتح المحاورة معه بما يملأ قلبه ثقة وإيمانًا بالفوز بالنصر في دعواه التي أُرسِل بها، من الآيات الكبرى، والمعجزات المنتصرة التي أراه إياها قبل التلويح بها في المناظرة التي ستتلو المحاورة، ليكون وقع تكليفه بالرسالة إلى طاغية الطغاة، خفيفًا على قلبه، سهلًا على صدره الضيق؛ لذلك قال: رب اشرح لي صدري، ثم لمّا شعر بالطمأنينة وعزم على الأمر، طلب إصلاح عضو البيان، وهو اللسان الذي اختلّ فيه بالنقصان، فقال: واحلُل عقدة من لساني.

محاورة دلَّت على أنَّ الحقّ منصور، وأنّ الباطل مأسور مقهور، وأن الله أعلم حيث يجعل رسالته.

8- {فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ... قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ... قَالُوا إِنَّا ‌تَطَيَّرْنَا... قَالُوا طَائِرُكُمْ...}[7][يس: 13- 19].

(‌تَطَيَّرْنَا بِكُمْ) تشاءمنا بكم، من الطِّيَرَة وهي ما يتشاءم به من الفأل الرديء. (طَائِرُكُمْ) الطائر ما تيمَّنْتَ به أو تشاءمتَ به.

محاورة بين أهل قرية غشيهم الجاهلية، وأرهقتهم الخرافات كالتطيُّر؛ فـأسرفوا في السوء قولًا وفعلًا، وبين رسل جاؤوهم بالبلاغ المبين، بلهجة صادقة أمينة -إنّا إليكم مرسلون- وعبارة واضحة متينة، مؤيدة بقسم عظيم، شأن الواثقين بما يقولون -ربنا يعلم إنّا اليكم لمرسلون-، ولكن أهل القرية أبَوا إلا الدنيئة؛ فلم يكتفوا بالإنكار والجحود، بل توثّبوا إلى الوعيد برجمِ المرسلين المسالمين، وإلحاق العذاب الأليم بهم، ولم يستمعوا إلى المرشِد، ولم يصغوا إلى صوت الحقّ.

محاورة كتبت معذرة الهداة المرسلين -وما علينا إلا البلاغ المبين- وسطرت عقاب الأئمة المسرفين -إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون-، والحمد لله رب العالمين، تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق.

9- {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا... فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا... قَالَ أَوْسَطُهُمْ... قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا... فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا... إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ}[8][القلم: 17- 32].

 (الْجَنَّةِ) البستان. (لَيَصْرِمُنَّهَا) ليقطعُنَّ ثمارها. (‌مُصْبِحِينَ) عند دخول الصباح؛ مهربًا من إعطاء الفقراء شيئًا. (الصَّريم) الأرض المحصود زرعها، والليل. (تنادَوا) نادى بعضُهم بعضًا. (يتخافتون) يتسارُّون في القول لئلا يسمعهم أحد، مبالغةً في التستُّر. (حردٍ) منعٍ. (طائِف) عارِض غير مأمول.

محاورة بين شركاء في بستان أينع ثمرها، وهم أشحَّاء عقدوا العزم على التهرّب من مواجهة الفقراء عند قطع الغلة كي لا يطالبوهم بشيء منها، وليحرموهم من حقوقهم -وفي أموالهم حقّ للسائل والمحروم- فاتفقوا على أن يبكِّروا مصبحين على قطع الغلة، وتنفيذًا لاتفاقهم بكروا للعمل، ولكنهم وجدوا أن جائحة اجتاحت جميع ما بخلوا بشيء منه على الفقير، فأخذوا يتحاورون فيما بينهم آسفين نادمين على ما كانوا قد عزموا عليه وما لقوا من الجزاء الأليم.

محاورة تشرح ما يورثه الشحُّ من العاقبة وما تدور به نوايا السوء من الدائرة -ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون-.

هذه نماذج مما ورد في القرآن الكريم من مناظرات وحِجاج، ومراجعات في الخطاب وحِوار، جاءت على الأسلوب العليّ الذي جرى عليه الذِّكر الحكيم في سائر فصوله ومواضيعه، وأجزائه وسوره، من إيجاز بليغ يكاد يشرح نفسه بنفسه، أو إطناب اقتضاه الحال، فطاب للسمع أن يصغي إليه، ولذّ للفكر أن يستمتع به، وعَذُب بالفم أن ينطق بطول جمله ووسيع عباراته. تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين.

 

 

[1] نُشرت هذه المقالة في مجلة «المجمع العلمي العراقي»، مارس 1961م، مج8، ص3. وقد قسَّمناها إلى قسمين؛ حيث ركزت المقالة الأولى على المقدِّمات ونماذج مناظرات القرآن، وتناولت هذه المقالة محاورات القرآن.

للاطلاع على المقالة الأولى: tafsir.net/article/5404 (موقع تفسير).

[2] {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}[المائدة: 20- 26].

[3] {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ ‌أَنْ ‌تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا}[الأعراف: 12- 18].

[4] {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}[الأعراف: 104- 111].

[5] {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا ‌يَا أَيُّهَا ‌الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ * قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[يوسف: 88- 92].

[6] {وَكَانَ لَهُ ‌ثَمَرٌ ‌فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ... وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}[الكهف: 34- 43].

[7] {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا ‌تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}[يس: 13- 19].

[8] {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا ‌مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ}[القلم: 17- 32].

الكاتب

منير القاضي

أديب حقوقي، وشغل منصب رئاسة المجمع العلمي العربي بدمشق، وتوفي عام 1389هـ/ 1969م.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))