يعدُّ نيل روبنسون أحد الأسماء المهمّة ضمن أعلام الاتجاه التزامني لقراءة القرآن، وهذا من خلال كتابه: (اكتشاف القرآن؛ قراءة معاصرة في نص مقنع) الصادر عام 1996، حيث درس فيه فكرة القراءة التزامنية للنصّ نظريًّا ثم طبقها على سور مكية ومدنية؛ منها سورة البقرة الأكثر طولًا، وفصل فيها عناصر تماسك السور؛ الأسلوبية والمضمونية.
وهذه الورقة لروبنسون هي قراءة في بنية وتفسير سورة المؤمنون وفقًا لذات المنهج، وينطلق روبنسون هنا من الاختلاف مع نويفرت حول بنية هذه السورة وتقسيمها، يبرز روبنسون اعتراضاته على تقسيم نويفرت للسورة مستندًا لبعض المعايير؛ مثل التناسب في الطول، ومثل موضع الآيات المفتتحة لكلّ قسم من السورة. ويقترح في مقابل تقسيمها تقسيمًا آخر.
يستخدم روبنسون في اشتغاله على سورة المؤمنون عددًا من المفاهيم المستمدة من مناهج دراسة النصوص الأدبية، ومناهج دراسات الكتاب المقدّس؛ مثل: اللوحة الأولية والنهائية، والتقويس، والتقابل العكسي. ويحاول عبر توظيف هذه المفاهيم اكتشاف بنية السورة والتقسيم الأنسب لها، كما أن الكاتب يستخدم مفهوم الظاهرة الشفاهية- السمعية حتى يمكنه من تطوير النظر في مسألة تناسب أقسام السورة باستدعاء عملية تلاوة النصّ شفهيًّا كأحد عناصر بنيته، وهي نظرة مهمّة ولافتة تستحضر بُعدًا غائبًا عن كثير من محاولات القراءة التزامنية للقرآن.
هذه الورقة مادة تطبيقية تبرز أحد التطبيقات المنهجية المفصلة على أحد السور القرآنية، مما يجعلها نافذة مناسبة للاطلاع على الاشتغال المنهجي التطبيقي للاتجاه التزامني في قراءة القرآن والنتاج المنبثق عنه الكاشف عن التناسب والنظام داخل سور القرآن، فيزيد من أهمية تضمينها هذا الملف: (ملف الاتجاه السانكروني).
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- بنية سورة النساء، ومركزية قيمة العدل
- مساءلة التفسير البنيوي للقرآن
- الدراسات القرآنية والمنعطف الأدبي؛ قراءة في أهم الدراسات الأدبية الغربية للقرآن
- الملف الرابع على قسم الترجمات: «القرآن وعلاقته بالكتب السابقة، في الدرس الاستشراقي المعاصر»
- النصّ المقدّس، الشعر، وصناعة المجتمع: قراءة القرآن كنصٍّ أدبي. لأنجيليكا نويفرت