بناء الدرس العقدي من خلال منهج القرآن في عرض مسائل العقيدة
أهميته، معالمه، خطواته

كان لعرض العقيدة في القرآن الكريم أثره في تحقيق الغاية منها علمًا وعملًا، وقد ابتعد الدرس العقدي لأسباب عدّة عن طريقة القرآن ومنهجه، وهذا البحث يسلِّط الضوء على أهمية بناء الدرس العقدي وفق منهج القرآن الكريم، ويعرض بعض الخطوات العملية في هذا السبيل.

  يتناول هذا البحث بالدراسة والبيان (بناء الدرس العقدي من خلال منهج القرآن الكريم في عرض مسائل العقيدة)، مشيرًا إلى نشأة الدرس العقدي في سيرته الأولى سيرة الاهتداء والاقتداء، لـمَّا كان مصدره ومنهجه ما يزال غضًّا طريًّا مستمدًّا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ حيث كان الأصل المعتمَد الذي تؤخذ منه العقيدة الإسلامية هو الوحي بما تضمَّنه من معارف ومناهج وأساليب. وباتساع رقعة البلاد الإسلامية وبزوغ الفِرَق تعدَّدت الأفهام وطرأ ما طرأ على التلقِّي العقدي من تطوُّرٍ محمودٍ أو مذموم تبعًا لاختلاف المدارس والمناهج، وتباين الوسائل والغايات.

كما يتناول البحث ما آل إليه الدرس العقدي في واقعه المعاصر، ومدى تحقيقه لمقاصد المسائل العقدية كما يعرضها القرآن الكريم أسلوبًا وغاية، وبيان الحاجة إلى تجديد الدرس العقدي تجديدًا يُعيد له نبعه الصافي، ويحقِّق الغاية منه اعتقادًا وعملًا، وفق معالم منهجية قرآنية؛ كما تحقَّق ذلك في الجيل الذي لم يتكرَّر في التاريخ مثله، بما أُشْرِبَ من عقيدة صافية نقية غضة طرية غير مبدلة ولا مغيرة، كان صفاؤها من صفاء المنهج الذي أخذت به، فأثمرت الريادة والقيادة بما كان من سلامة الأخذ واستقامة السبيل.

ويُعنى البحث أيضًا ببيان ثمرات بناء الدرس العقدي وفق منهج القرآن الكريم، وما يحقِّقه من وحدة ووضوح في السبيل يُغنِي الأمة عن كثيرٍ من الفتن الفكرية، ويُعِين على إخراجها من تفرُّقٍ تتابَعَ وتراكَمَ خلال قرون ممن «نبغَت فيهم نوابغ الخروج عن السُّنّة» وركنوا إلى البدع الـمُضِلَّة، فوقعوا في التخبط بسبب الزيغ عن سبيل المؤمنين، وبما استورَدوا من مناهج مُضِلَّة أضلَّت عن سواء السبيل.

واقتصار البحث على بيان المنهج القرآني لا يعني الاستغناء عن السُّنة؛ بل هو اقتصار موضوعي فقط، ولا تكتمل رؤيته إلا بضمّ مثله إليه وهو المنهج النبوي.

المؤلف

الدكتور عبد الكريم القلالي

حاصل على الدكتوراه في العقيدة والفكر الإسلامي، وله عدد من المؤلفات والمشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))