المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثامن عشر

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء الثامن عشر من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Der Islam، في عام 2022م، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- “Personal Opinion” in Qurʾānic Exegesis: Medieval Debates and Interpretations of al-Tafsīr bi-l-Raʾy
Alena Kulinich

"الرأي الشخصي" في التفسير القرآني: مناقشات العصور الوسطى والتفسير بالرأي[2]
لـ"إلينا كولينش"

تستكشف هذه المقالةُ السؤالَ المطروح منذ فترة طويلة حول دور الحكم الشخصي أو الفردي في مواجهة سُلطة المرويات في تفسير القرآن. فيركّز المقال على مفهوم التفسير بالرأي -تفسير القرآن من خلال (الرأي الشخصي)- ويقدّم نظرة ثاقبة لنقاشات المسلمين في العصور الوسطى حول شرعية هذا النوع من التفسير، ورفضه النبوي «المزعوم»، ونطاقه، وشروط استخدامه.

ويستند المقال في هذا على أعمال التفسير السنيّة من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي إلى القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، تدرس المقالة كيف ناقش المؤلِّفون المسلمون في سياق هذه المناقشات معنى التفسير بالرأي، ففي مقابل الرؤية القائلة بأن هذا التفسير يشمل أيّ تفسير يتجاوز التفسير القائم على المرويات، فإنّ إعادة تفسيرهم للمصطلح يعني ضمنًا أنه لا يمكن تصنيف الكثير من التفاسير على أنها تفسير بالرأي، وبالتالي يتمحور نقاش المقال الأساسي حول عملية تضييق دلالة هذا المفهوم من أجل توسيع نطاق التفسير الشرعي والمراجع التفسيرية في التقليد السنّي في التفسير.

2-Circumcision in Early Islam
Yehonatan Carmeli

الختان في الإسلام المبكّر
لـ"يهوناتان كارميلي"

تؤكّد المقالة أنّ الآيات: 124- 130 في سورة القرآن الثانية (البقرة) تشير إلى الوصية الكتابية بالختان في سِفر التكوين (17)، ولكنها تقدّم هذه الممارسة على أنها عادة ليس لها فضيلة أو ميزة خاصة، وبالتأكيد ليس لها قدسية يهودية خاصّة كتلك التي نسبها إليها اليهود. ثم تدّعِي أنّ الختان تمّ تحديده كإحدى تجارب (ابتلاءات) إبراهيم المذكورة في القرآن مما يعني أنّ الاهتمام بهذه الشعيرة جزء من الإسلام المبكّر، وأنّها لم تظهر في العصور الوسطى.

3- Kontrafaktische Intertextualität im Koran und die exegetische Tradition des syrischen Christentums
Zishan Ghaffar

التناص المضاد في القرآن؛ القرآن والتقاليد السريانية للمسيحية
لـ"زيشان غفار"

أشارت الأبحاث في الدراسات القرآنية الحديثة مرارًا وتكرارًا إلى أهمية تراث اللغة السريانية والمسيحية السريانية من أجل فهمٍ أعمق للقرآن. تحاول الدراسة الحالية إظهار كيف يمكن تنظيم العلاقة بين القرآن وهذا التراث على مستوى التناص.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ شكل التناص القرآني الذي تمّت مناقشته هنا يوصف بأنه (تناص مضاد). يتجسد هذا الشكل من التناص المضاد في القرآن في طبيعة حضور قصص ميلاد المسيح ويوحنا المعمدان في القرآن. حيث يتضح أن لاهوت القرآن يعالج مفاهيم مسيحية وخلاصية محدّدة للغاية من تقليد المسيحية السريانية.

4- The Ḥawqala and the Syriac Version of Zechariah: 4.6b
Elon Harvey

الحوقلة والنسخة السريانية من سفر زكريا
لـ"إيلون هارفي"

تمّ توثيق الصيغة الإسلامية المعروفة باسم الحوقلة لأوّل مرة في الحديث وغيره من المصادر المكتوبة من حوالي القرن الثامن الميلادي. صيغة مماثلة هي س: 18 (الكهف). آية 39 (لا قوة إلا الله). كان بعض العلماء في القرون الإسلامية الأُولى قَلِقِين من أنّ الحوقلة غير القرآنية ستصبح أكثر تبجيلًا من الحوقلة القرآنية، أو أنها عرضة لأن تختلط معها.

 في هذا المقال، فيما يتعلق بعلاقة الحوقلة بآية سورة الكهف (39). أنا أزعم أنّ الحوقلة ربما تأثرت بـ(لا بالقوة ولا بالقدرة، بل بروحي قال ربّ الجنود، زكريا 4: 6)ونسختها السريانية. لاحَظ الدارسون السابقون التشابه بين الحوقلة وسفر زكريا، لكن العلاقة الدقيقة بين هاتين الجملتين لم يتمّ استكشافها بالكامل؛ لذلك أناقش أوجه التشابه اللغوي والموضوعي بين كلتا العبارتين، وألاحظ بعض التقاليد الإسلامية التي يقال فيها أنّ الحوقلة من أصل توراتي.

 من خلال هذا، أظهر أن هناك سببًا وجيهًا للاشتباه في أنّ الحوقلة متأثرة جزئيًّا بـ(النسخة السريانية من سفر زكريا)، وأنّ هذا ربما حدث في مرحلة مبكّرة من تطور الإسلام عندما تمّت استعادة الكتاب المقدّس اليهودي بشكلٍ منتظم كوسيلة لتأكيد الوحي الإسلامي.

 

 

[1]  يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/46

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))