قراءة في كتاب (موقف المدرسة العقلية المعاصرة من علوم القرآن وأصول التفسير)
تأليف: د. محمود بن علي البعداني

تنوَّعت أطروحات أصحاب المدرسة العقلية المعاصرة المتصلة بالعلوم الشرعية، وقد تميَّز كتاب «موقف المدرسة العقلية المعاصرة من علوم القرآن وأصول التفسير؛ دراسة نقدية» للدكتور/ محمود بن علي البعداني بتخصيصه النظر في أطروحاتهم المتعلقة بعلوم القرآن وأصول التفسير، وتأتي هذه القراءة للكتاب لتستعرض محتوياته، وأهم الإشكالات التي تناولها، مع بيان ما له وما عليه.

  من أهم الظواهر الفكرية التي غدَت جليّةً وواضحة في السنوات الأخيرة: انتشارُ مؤلفاتِ أصحاب التيار الفكري الحداثي الجديد ومقالاتِهم وأفكارِهم، الذين يُوسمون بأنهم (أصحاب الاتجاه العقلاني أو المدرسة العقلية المعاصرة)، وغير خَفِيٍّ تمدُّد هذا الفكر الحداثي تمددًا كبيرًا، ومناقشته العديدَ من القضايا الشائكة التي تتّصل بالعلوم الشرعية -لا سيَّما علوم القرآن وأصول تفسيره- ومحاولة مقاربتها لكن عن طريق استيراده لمناهج غربية لا تتفق -غالبًا- ومجالَ البحث أو المقاربة للقرآن وعلومه، مما جعل من الأهمية بمكان الإلمام بآراء هذا الفكر في باب الدراسات القرآنية، وضرورة الاشتباك النقدي معه، وهو ما لا نجد فيه إلى الآن كبير دراسات لا سيما التي تؤسِّس نقدَها على مقررات علوم القرآن وأصول التفسير بشكلٍ خاصّ.

ويُعدُّ كتاب «موقف المدرسة العقلية المعاصرة من علوم القرآن وأصول التفسير؛ دراسة نقدية» لمؤلفه: د. محمود بن علي البعداني قد سجَّل انفرادة -بناءً على ما كُتِب في مقدّمة الكتاب- في تخصيص الردّ بـ(مباحث علوم القرآن وأصول تفسيره)، وهو ما يسوِّغ العناية بتخصيص هذا الكتاب بالقراءة والمراجعة والتقويم؛ كونه وصفيًّا لموقف الفكر الحداثي من جانب، ونقديًّا من جانب آخر، فضلًا عن ارتكازه في النقد على مباحث علوم القرآن، وهو ما يشي بأهمية قراءته؛ لبيان كيفيات استخراجه لبنى الفكر الحداثي وبناء مواقف الحداثيين من علوم القرآن، ثم بيان كيفيات قيامه بهذا النقد وقدرته على تحقيق أهدافه.

هذا، ومما يزيد من أهميته كذلك كونه أكاديميًّا وصادرًا من متخصص في الدراسات القرآنية؛ ما يقتضي دقةً في المقاربة، وتميزًا في الطرح.

فهل توصَّل الباحث إلى أهداف مقاربته وحقّق بغيته من خلال أطروحته، أم اعتراها بعض جوانب القصور في تحقيق مقاربتها المنشودة وهدفها المحمود؟ هذا ما تكشفه هذه القراءة التي تستعرض محتويات الكتاب، وأهم الإشكالات التي تناولها، مع بيان ما له وما عليه[1].

 

[1] فازت هذه القراءة بالمركز الثالث في مسابقة موقع تفسير "قراءة في كتاب"، والتي أعلن عنها 12/ 10/ 1440هـ الموافق 15/ 6/ 2019م. (موقع تفسير).

الكاتب

هشام أحمد محمد

حاصل على ليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وشارك في عدد من المشروعات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))